الرئيس محمد الشيخ غزواني والدبلوماسية الرئاسية الفعالة

تانيد ميديا : لعبت الدبلوماسية الرئاسية في عهد فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني دورا كبيرا في رسم الخطوط العامة للسياسة الخارجية الموريتانية.

فمنذ 2019 عرفت الدبلوماسيةالموريتانية ديناميكية غير مسبوقة في تاريخ الدولة ونشاط غير مألوف عكس رغبة قوية لدى صناع السياسة بضرورة العمل الجاد للتعريف بالدولة واثبات وجودها وعرض وجهة نظر موريتانيا السياسية والحقوقية في العديد من القضايا التي ظلت مثار انتقاد وملاحظة من طرف شركاء مهمين لموريتانيا يتعلق الأمر بموضوع حقوق الإنسان ومكافحة الفقر والفساد وتكريس العدالة بين مكونات المجتمع.

يأتي هذا الحراك الدبلوماسي في ظل تزايد التداخل بين الوضع الداخلي وقضايا السياسة الخارجية بدرجة لم تعد معها الحدود واضحة وتنامي حاجة الدول الى استعراض ذاتها وقدراتها التنافسية اقتصاديا وتجاريا كجزء من صناعة الصورة وحملات العلاقات العامة.

لقد اكتسب العمل الدبلوماسي على المستوى الرئاسي أهمية متزايدة، يترجم التحول في مفهوم السياسة الخارجية، ذلك ما عكسه حجم زيارات الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني إلى الخارج، وحجم زيارات الزعماء الأجانب إلى موريتانيا من مختلف قارات العالم.

هذا التحول في مفهوم السياسة الخارجية ارتكز على مجموعة من المبادئ والتوجهات تقوم على:

▪تصفير مشاكل البلد
▪تحييد البلد عن الاصطفافات الإقليمية والدولية
▪التوجه نحو بناء علاقات تقوم على المصالح المشتركة

وانسجاما مع تلك المبادئ، استعادت موريتانيا التوازن في علاقتها مع العديد من الدول وخصوصا في عمقها العربي والافريقي بعد فتور وتشنج بالتوازي مع ذلك استمر العمل على تطوير العلاقات مع الشركاء الاساسيين كالصين والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية وفى الوقت نفسه فتح الآفاق للعلاقات مع روسيا والهند والبرازيل.

النجاحات الدبلوماسية

مكنت الدبلوماسية الرئاسية التي تبناها فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني كأساس متين للدفاع عن مصالح البلد من تحقيق نجاحات بالغة الأهمية تمثلت في:

▪ الوصول الى درجة شريك استراتيجي مع جمهورية الصين الشعبية

▪الإعلان المشترك بين موريتانيا والاتحاد الأوروبي الذي تم التوقيع عليه في نواكشوط.
وهو بمثابة اعتراف من الإتحاد الأوروبي بدور موريتانيا الإقليمي المهم والمكانة الاستراتيجية التي تحظى بها وأهمية الحوار بين الطرفين في مجال:
الهجرة والأمن
الشراكة الاقتصادية
اعتماد النموذج الموريتاني من طرف الإتحاد الأوروبي إقليميا وقاريا في مجال الأمن والاستقرار

▪التطور المتسارع في العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية يعكس ذلك التقرير الذي نشرته الخارجية الأمريكية قبل أيام الذي عبر عن أهمية الدور الموريتاني في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة في منطقة الساحل الافريقي واعتماد موريتانيا شريكا موثوقا به للولايات المتحدة الأمريكية وهو مايعكس ثقة الولايات المتحدة في النظام الموريتاني وسياساته الداخلية والخارجية.

▪القضايا العربية، استعادة العلاقة مع بعض الدول العربية الشقيقة و دعم القضية الفلسطينية بقوة في المحافل الدولية والاقليمية والتدخل لمساعدة الأشقاء الليبيين في حل الأزمة الليبية.

▪القضايا الإفريقية من خلال رئاسة الاتحاد الأفريقي والدور المحوري الذي لعبته رئاسة موريتانيا في التعريف بالقارة ومشاكلها والعمل الدؤوب من اجل بناء شراكة بين افريقيا وبقية الأمم تقوم على المنفعة المتبادلة.

▪اقليميا كانت الدبلوماسية الموريتانية حاضرة بقوة على مستوى منطقة الساحل وأزمة الكونغو ورواندا وأزمة السنغال والمعالجة الهادئة والحكيمة لتداعيات سقوط الدولة المالية.

هي إذن حصيلة مشرفة لجهد دبلوماسي لا تخطئه العين بات محل إشادة من طرف مختلف الفاعلين الدوليين وتعززه سياسات داخلية عرفت فيها البلاد نجاحات مهمة على مستوى مختلف الأصعدة.

النائب :اباب بنيوك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى